الثلاثاء، 3 مارس 2009

احلى كلام من سميحة لسارة!!! لافض فوك


هذا الكلام الرائع من موقع لها اون لاين
إطلعت عليه واعجبني ايما اعجاب
فاحببت ان انقله لكم لتسعدوا بهذه الاسطر من المستشارة سميحة غريب كثر الله من امثالها

السائلة : سارة ا ن
المستشار : سميحة محمود غريب



السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة فى21من العمر، أحب شخصا جميلا بكل ما فيه، فإنه يصلى ومؤدب جدا مع الشابات.
المشكلة أنى لم اقدر أن أقل له عن مشاعري، وأنه يدرس معي وأره كل يوم، وأنا أنظر إليه نظرات بريئة، وهو أيضا وأشعر أنه يحبني لكنه لم يقل شيئا، ونحن سوف ننهى دراستنا بعد4 سنوات.
ولأننا في كلية الطب أنا أخاف أن هذه السنوات تمضى دون أن ارتبط به ودون أن يقول لي أي شيء! أخاف أن لا يكون يحبني وهذه أحلام فقط.
أسألكم كيف أعلم أنه يحبني؟ وأنى حلمت به أكثر من 30حلما ( بدون مبالغة) أنه سيتزوجني وأني أدعى دائما أن يكون زوجي.
فهل هذه الأحلام رؤية؟ شكرا لكم.

الاجابة :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
أما بعد...
ابنتي الحبيبة سارة .. سعدت برسالتك ودعوت لك الله سبحانه وتعالي أن يجعلك من المتفوقات في مجال الطب، فنحن بحاجة إلي الطبيبة المسلمة الماهرة الحاذقة التي تكون واجهة مشرقة ومشرفة ونموذجا رائعا للمرأة المسلمة التي تخدم بنات جنسها وتكون دعوة للإسلام .
ابنتي سارة:
في بداية حديثي معك أحب أن أبين لك أنه يوجد فرق كبير بين الإعجاب و الحب ، فقد يُعجب الإنسان بشخص لحسن أدبه وجميل صفاته وطيب أخلاقه وتدينه، وهذا ما حدث معكِ، إذ أُُعجبتِ بهذا الزميل كما تقولين ( لأنه يصلي ومؤدب جدا) ، بينما الحب أو الميل القلبي عاطفة نابعة من القلب تمتلك على الإنسان مشاعره ولا تكون إلا تحت مظلة الزواج .
فلم يحرم الإسلام الميل القلبي أو الحب ،لأنه ليس بمقدور أي إنسان أن يتحكم فيه، حتى النبي المصطفى - عليه الصلاة والسلام – كان يقول: (اللهم إن هذا قسمي فيما أملك وما تملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)، وكان يقول أيضًا: (رُزقت حب عائشة من السماء)، فالحب والبغض أمور تكون في القلب لا يمكن التحكم فيها ، ذلك أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. ولأن الحب أو التعلق القلبي ليس بيدينا، لهذا لن نؤاخذ عليه – كما ذكر العلماء - ما دام مجرد تعلق، أما السلوك الظاهر هو الذي نؤاخذ عليه.
ولهذا لا ينبغي أبدا أن ندعم هذا الميل القلبي بالمحرمات، ومن المحرمات النظر إلى هذا الزميل والتأمل في صورته لأن هذا لا يجوز، فإن النظر أو المبالغة في النظر محرم، و لأن الحب فطرة أوجدها الله في نفوس عباده ، فقد وجّههم لكيفية التعامل معها وتهذيبها مثلها مثل أي غريزة رزقنا بها الله عز وجل.
ولهذا ابنتي الحبيبة سارة:
أنصحك بمحاولة ضبط هذه العواطف وعدم الانسياق والإسراف في التصورات والأحلام ، ولاسيما وأنت مازلتِ في مرحلة الدراسة ، وأمامك ما يقرب من 4 سنوات كاملة حتى تحصلي علي الشهادة النهائية ،وكما تعلمين الدراسة في كلية الطب تحتاج للكثير من الجهد والتركيز للاستيعاب، و هذه التصورات والعواطف من شأنها تشتيت الذهن وضياع الوقت واضطراب الخاطر ، وهذا بلا شك سيؤثر علي مستواك الدراسي، ونحن كما اتفقنا نريدك الطبيبة المسلمة المتفوقة الحاذقة ذات الصورة المشرقة للإسلام والمسلمين.
ابنتي الغالية سارة:
لقد ذكرت جملة في سياق رسالتك أزعجتني كثيرا وهي (أني لم اقدر أن أقل له)، فاحذري أن تذكري شيئا عن عواطفك لهذا الزميل ولا حتى لزميلاتك أو صديقاتك ، فذكر مثل هذه الأمور ، سيشوه صورتك وسيثير حولك القيل والقال ، والفتاة كما تعلمين سمعة إذا لاكتها الألسنة بسوء ، فذلك من شأنه سيعرضها لكثير من التجريح،وسيعرض سيرتك للكلام القبيح ، فحافظي علي كرامتك كفتاة تاجها الحياء وزادها الاتزان ورصيدها محاسن الأخلاق ، والفتاة المؤمنة الصادقة هي التي تتحكم في عواطفها وتزن تصرفاتها بميزان الاستقامة والعفة وترفض تماماً كل ما يسيء إلى كرامتها.. والإسلام كما تعلمين كرم المرأة وجعلها مطلوبة عزيزة ، لا طالبة ذليلة ، فلا يمكن للفتاة العفيفة أن توافق إلا علي من يطرق الباب ، فإياك ... إياك من التمادي والانسياق في مثل هذا الشعور ، واطردي عن نفسك هذه الأوهام ، وإذا كان هناك ميل من طرفه كما تتصورين فإن الطريق أمامه ليتقدم إليك وفق قواعد الشرع الحنيف وما توافق عليه الأهل ، أما غير ذلك فلا ، واشغلي نفسك بذكر الله وبالصلاة على رسوله صلي الله عليه وسلم.
ابنتي سارة:
لا تتركي العنان للأفكار ، لأن ترك النفس للتفكير من شأنه تنمية هذه المشاعر وتضخيمها والاستغراق فيها ، ومن ثم تتحول هذه الأفكار لأحلام تطاردك في المنام ،حتى أنك كما تقولين حلمتِ بهذا الزميل أكثر من 30 مرة ، فهذه ليست رؤية كما تظنين، ولكن كثرة التفكير جعل عقلك الباطن يختزن هذه الأمنيات فتتحول في المنام إلي أحلام . وأفضل شيء وأسلم طريقة ألا تعطي نفسك فرصة للتفكير في هذا الزميل، وحاولي إذا شعرت بالضعف أو الميل أن تشغلي نفسك بأي شيء آخر، كما أنصحك بغض بصرك فلا تحاولي أن تنظري إليه ،و أكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم الذي يحرص على أن يزين لك هذه العلاقة.
ابنتي سارة:
إن مشاعرك الجميلة نعمة من نعم الله ، هذبيها بمراقبة الله تعالى وبغض البصر فالحب الحقيقي ليس حب الهوى ، وإنما الحب الحقيقي هو مع الله وفي الله ، وهو الذي يكون تحت مظلة الإيمان والطهر والعفاف ، اتجهي إلى حب الله وحب رسوله واجعلي خواطرك وأسفارك دعوة للفضيلة والهداية حتى ييسر الله لك ما يسعدك ويملاً حياتك سعادة ومحبة،اتخذي من الصالحات القانتات التائبات المسلمات العفيفات صحبة، ستجدين معهن بإذن الله تعالي السعادة..جربي وشاهدي سوف تشعرين بالراحة والحب الحقيقي، وستجدين العون علي طاعة الله والنصيحة المخلصة لله . كما أهمس في أذنك ابنتي الغالية أن تدخري عواطفك ومشاعرك النبيلة لمن يستحقها ويقدرها ويحافظ عليها ويشبعها في حلال، وقتها ستتذوقِ حقا طعم السعادة.. .
ابنتي الصغيرة:
أريد منك أن تكوني على يقين أن كل شيء يتم بقضاء الله وقدره ولا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله ، وإذا كان زميلك مكتوب لك زوجا فلن يذهب لغيرك وإن لم يكن فعسى الله أن يقدر لك زوجا أفضل فلا تتعجلي ، ولكن من الممكن أن تتوجهي إلى الله تبارك وتعالى بهذا الدعاء : (اللهم اقدر لي الخير حيث كان ثم رضِّني به، اللهم ارزقني الزوج الصالح الذي يحبني وأحبه ويكون عونًا لي على طاعتك ورضاك). وعليك بكثرة الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام – بنية أن يرزقك الله الزوج الصالح، مع كثرة الاستغفار، لأن الله سبحانه قال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً} ما هي النتيجة؟ {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}. وقال - صلى الله عليه وسلم - : (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا ومن كل همٍّ فرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب).
وأخيراً أنصحك ابنتي الفاضلة بتحديد أهداف في حياتك تسعين إليها ، وتضعي برنامجا تسيرين عليه وليكن التفوق هو هدفك الرئيسي ، فتفوقك الدراسي يحتاج منك إلي همة عالية وروح وثابة وعمل دءوب ، فكوني علي قدر المسئولية وابذلي الجهد ، ووسائلك في ذلك الثقة بالنفس والإيمان بالله وحسن التوكل عليه والأخذ بالأسباب . كما أني أنصحك بكثرة الاستغفار والمحافظة على الصلوات في وقتها والرفقة الصالحة وشغل أوقات فراغك بالعمل النافع.
وفي الختام... أسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرزقك الرضا به، ونسأل الله الهداية لك ولبنات المسلمين أجمعين وأن يرشدهن إلى الطريق القويم ... اللهم آمين.

ليست هناك تعليقات: