الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

تعليق على مقال الأخ خالد جمعان عن مدرسة الحكمان الابتدائية

تعليق على مقال الأخ خالد جمعان عن مدرسة الحكمان الابتدائية



هلا أبا عبد العزيز

أتحفتنا بالقطعة الأدبية الرائعة ونقلتنا إلى العصر الذهبي الأغبر ، ذهبي في محبة الطلاب للتعلم ، وأغبر لان المدرسين أيامها أصاب بعضهم أمراض نفسية وعقد مركبة ومشاكل من المصائب التي كانت تكيلها إسرائيل للعرب والفلسطينيين بالذات ، وقد كان لدينا كوكبة من المعلمين أذكر منهم واحد من فلسطين على ما يبدو أن اسمه كالكابوس في رأس كل طالب درس بمدرسة الحكمان الابتدائية ( لله درهم شباب الحكمان لولا الأمهات اللواتي أرضعنهم وأرضعننا الرجولة والشيمة والحمية حمية الإسلام وليست حمية الجاهلية ) لنشأ جيل أغلبه في المصحات النفسية مما رأوا من هول وعنف المدرسين والمدراء ولا أستثني إلا القلة القليلة ، أذكر على سبيل المثال بعض القصص منها :
1/ كان لدينا في المدرسة أستاذ فلسطيني وأظنه من جماعة أبو مازن اللهم صلي على محمد انظر ماذا حدث ، دخل الأستاذ صباحا في احد أيام الشتاء الباردة علينا في الصف الخامس الابتدائي وبدأ درس الرياضيات وكان أول سؤال 3 في 4 والجواب طبعا =12 ومع نهرته لطالب الأول لم يعرف الجواب فصرخ في وجهه قائلا قم خليك واقف ثم انتقل للذي بعده وقال له نفس السؤال ولم يجب من الخوف والهلع فقال له خليك واقف وكنت عارف الإجابة وراجعتها مئات المرات في نفسي حتى لا ألقى نفس المصير الذي نكاد نعرف ما هو ثم لما اقترب مني كان قبلي الأخ علي بن سعيد بن علي وكان شاطرا فأجاب الإجابة الصحيحة وكان الأستاذ في نفسه وأمنيته أن لا يجاوب أحدا ثم بدا يتفرغ للباقين وكفاني الله شره ولقد خشيت بان يباغتني بسؤال لم اعدد له العدة لكن الله صرف شره عني وعن البقية ، ثم بدأت أ÷وال الحساب في الصف تتوالى على المذنبين الين لم يعرفوا جواب 3 في 4 ويا للهول ، أخذ كل واحد منهم ووضعه في ركن الصف الأمامي وحشره وتعرف رجل طويل ضخم يضرب طفل صغير لا يوجد أدنى مقارنة كأنك في حلبة مصارعة بين طفل ومصارع كبير وأخذ يكيل الضربات باللكمات في بطون الصغار يا الله كيف كان التعليم يسمح بتلك المهازل والله جريمة والبعض يمسك فمه بيديه القويتين ويبصق في وجهه وفمه أكرمكم الله مع الإهانة الشديدة بالكلام والاستهزاء والتحطيم وكأن المعلم يتعامل مع مجرم خطير في أحدى الزنزانات فأي تعليم ترجوه من بعد هذا المعلم وأي محبة تنشأ بين الطالب وأستاذه.

2/ أما الموقف الثاني فهو عن الأستاذ علي السبالي رحمه الله فقد كان معلما طيبا وحريصا لكن كان فيه شدة غير طبيعية ربما مرضية وكان يحب أن يضرب الطالب أحيانا بسبب وأحيانا بدون سبب ، أذكر لكم القصة التالية :
في صباح احد الأيام الجميلة بهوائها العليل غاب عنا أستاذ إحدى المواد وأنا في الصف الخامس ، دخل علينا ألأستاذ علي السبالي مدير المدرسة وقال أستاذكم غائب وأرجو أن لا اسمع صوتكم وإزعاجكم على الفصول الأخرى فقلنا سمعا وطاعة وهل احد يجرؤ يقول غير ذلك ، ثم قال من يكون عريفا للفصل ؟ فمما ألاحظه فيه ومن شدته رحمه الله أحجمت عن المشاركة عن هذه الزعامة المؤقتة التي خسائرها أكثر من أرباحها بعكس زملائي في الصف رفعوا أيديهم في حماس أنا ياأستاذ أنا يا أستاذ ، فأجال نظره في الفصل ودقق النظر وصوبه ثم إقترب مني وأنا أشعر بأن الأستاذ علي يهم بأمر ما لكني لم أكن أتوقعه بتلك الصورة فرفع العصا ( مسطرة خشبية كبيرة ) وهوى بها على رأسي وقال لي أنت العريفة فصعقت أنا العريفة فهمناها لكن ليش الضربة هذه على أم رأسي والظاهر أنها إعادة ترصيص أو أنها زود محبة لأنه كان يكن للوالد كل تقدير فكيف لولم يكن كذلك كان سلخ جلدي رحمه الله والمشكلة أن بعض الآباء ( والحق إن أبي لم يكن منهم رحمه الله ) كان بعض الآباء يتطوع ويأتي للمدرسة من دون دعوة مجلس آباء ويقول بعظمة لسانه للمدرسين اللحم لكم والعظم لنا يعني أسلخ جلده بالضرب ولكن لا تكسر العظم ؟؟!!! بالله هل هذا منطق وهل هذا تعليم والحمد لله اليوم ممكن والد المعلم يأتي ويقول للطلاب الجلد لكم والعظم لنا أو يقول إن بودي السيارة لكم والماتور والجربوكس لنا. .

3/ عبد الله عبد الرحيم وما أدراك ما عبد الله عبد الرحيم لم أدركه حين جاء ولكني كنت في الصف الخامس أو السادس وذاع صيته وشهرته وطيبته رحمه الله إن كان حيا أو ميتا وكم كنت أتمنى أن يدرسني لأنك كنت ترى الابتسامة على شفتيه والرحمة والسكينة تملان فؤاده سبحان موزع الأخلاق رحمه الله.

4/ أما الموضوع الرابع فهو عن سيد شباب القرية عبد الله بن خالد بن زنان رحمه الله ووالديه وجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فقد كان قمر زمانه والناس كواكب كان شابا رجلا في ريعان شبابه والله أني لا أشك لحظة بأن عبد الله الذي مات بالسرطان إنما هي عين من رجل خبيث لا يخاف الله . كان يحب الخير للقرية وللمدرسة ولأبناء المدرسة وكان طيبا جدا وفي نفس اللحظة حازما وليس فيه شدة وكان في ما يبدو لي مديرا للمدرسة فترة من الزمن وكان يتولى عقاب الطلاب المتأخرين عقابا لطيفا ليس فيه غلظة أو قسوة وإنما لضبط عملية التعليم وهذا هو المطلوب وأذكر من المواقف أن والدي سأل أخي خالد كاتب المقال الأصلي وقال من تعرف من المدرسين ؟ قال : أعرف الفراش قلنا من الفراش فعرفت انه يقصد الأستاذ عبد الله لأنه كان يفرش المشاغبين فرشا خفيفا ملؤه الرحمة والمحبة فعليه من الله شآبيب الرحمة والمغفرة ولقد كانت بيني وبينه معزة كبيرة أهش وأبش كلما رأيته وكلما رآني . وهو من بيت فضل ودين وخير وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله على محمد وسامحونا على الخروج عن النص لكن أبا عبد العزيز أثار فينا الذكريات والشجن وشكرا لكم.وأي تعليق أو عتب راسلونا على المدونة الخاصة : مدونة عبدالمحسن بن جمعان الزهراني .

ليست هناك تعليقات: